في الأيام المرهقة والمقلقة لا تعرفين أين المفر، إلى أين تذهبين؟! يغدو من الصعب معرفة ما صدر عنكِ وما كان من أمر غيركِ، ولا يبقى اللجوء إلى الصمت خياراً. عندها يصبح إيجاد إنسان تشعرين أنه يستمع إليك عندما تتحدثين أمرا صعباً.يتسلل إلى خيالكِ أن هناك زاوية واحدة في مكان ما في هذا العالم حيث يمكنك الهرب إليها والاختباء فيها ولكنك لا تستطيعين إيجادها. حين تهربين فجأة إلى مكان ما وتختبئين فتشعرين حينها بالهمِّ والراحة في آنٍ معا فتبتسمين، هذا هو أومي.

لطالما كان عمال ومتطوعو وداعمو أومي دافئون كدفء الحساء الذي يُقدم في وجبة الغداء، يريح حنجرتي. ابتساماتهم لذيذة كحلوى المعمول الذي أذكره من ذكريات الطفولة في مدينة كرخان التي أصبحت الآن رمزاً لوجود وقيامة امرأة. قَصُرت الساعات أثناء وجودي هناك وكأن الوقت يمر سريعاً. سافرنا في أجسادنا برفقة أصوات الطيور ورقصات الغيوم المصفوفة. كافحت لأجل أشياء كثيرة في الحياة ويمكن لهويتي أن تتحدد بعدة أشكال ولكنها لم تتحدد من قبل كمعالج، كمن لديه القدرة على مشاركة التعافي. تعلمت من أوزليم و سيفيل و أدريان و إيليف أن القيام برحلة داخلية لم يكن ضرباً من الجنون. وتعلمت معهم كيف يمكنني أن أحيا بأشكال مختلفة تماماً. 

الكثير من الضحكات والابتسامات والمعانقات الودية دخلت إلى كياني واستقرت في ذاكرتي. بينما كنت أراقب أوزليم تضع الأخشاب في الموقد مر بخاطري أن "الكثير ممكن". ف " الكثير" هو أننا نحن النساء معالجات لبعضنا،وكم نكون أقوياء عندما نساند بعضنا، حتى عندما تكون كلُّ منا بمفردها، فهذا المكان يعطينا المساحة الآمنة التي تعمل على تمكين المرأة. كم أصبحت أنفاسي منتعشة بفضل القلوب القوية المؤمنة بالكلية، باحتضان الطقوس، بإجراء محادثات عميقة ليلاً، وتحدي الحدود، بحب الطبيعة ومساعدتي في نسيان ثقافة الثنائيات الحديثة.

على الرغم من مغادرتي دون تخطيط، إلا أن راحة البال وفرت لي الوقت. آمل أن أراكم في أقرب فرصة. مع الجمال، والحب، والسلام القلبي.

شوله

Arabic